نوقباسلا(((شرف الدعوة الى الله ورسوله)))
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نوقباسلا(((شرف الدعوة الى الله ورسوله)))


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الاسراء والمعراج 2 والاخير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فمزاش مجدى محمد موافى
Admin
Admin
فمزاش مجدى محمد موافى


المساهمات : 86
تاريخ التسجيل : 14/06/2011
العمر : 64

الاسراء والمعراج 2 والاخير Empty
مُساهمةموضوع: الاسراء والمعراج 2 والاخير   الاسراء والمعراج 2 والاخير Icon_minitime1الأحد يونيو 19, 2011 3:06 am




ص -55- "ما مررت ليلة أسري بي بملأ إلا قالوا: يا محمد مر أمتك بالحجامة".
أخرجه ابن ماجة 3479: حدثنا جبارة بن المغلس: ثنا كثير به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف لضعف جبارة وكثير لكن له شواهد من حديث ابن عباس وابن مسعود يتقوى بها فانتظرها1.
الثانية عشرة: عن سليمان بن المغيرة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "عرج بي الملك قال : ثم انتهيت إلى السدرة وأنا أعرف أنها سدرة أعرف ورقها وثمرها قال: فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تحولت حتى ما يستطيع أحد أن يصفها". أخرجه ابن جرير 27/54 بسند صحيح على شرط البخاري.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر "الصحيحة"2263.



ص -56- 3 - حديث أبي بن كعب
تقدم حديثه من رواية ابن شهاب عن أنس عنه وأنه وهم من بعض الرواة تحرف عليه أبو ذر إلى أبي بن كعب.
وأخرج ابن مردويه من طريق عبيد بن عمير عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما أسري بي رأيت الجنة من درة بيضاء قلت: يا جبرائيل إنهم يسألوني عن الجنة؟ قال: فأخبرهم أن أرضها قيعان وترابها المسك".
ذكره السيوطي في "الخصائص" 1/392 وسكت عليه كعادته!
وعبيد بن عمير - هو الليثي - تابعي ثقة وإنما النظر فيمن دونه.
ثم ذكره من رواية ابن مردويه أيضا من طريق قتادة عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب مرفوعا بلفظ : "ليلة أسري بي وجدت ريحا طيبة فقلت: يا جبريل! ما هذه؟ قال: هذه الماشطة وزوجها وابنتها بينا هي تمشط ابنة فرعون إذ سقط المشط من يدها فقالت: تعس فرعون



ص -57- فأخبرت أباها فقتلها".
وسكت عن إسناده أيضا. لكن له شاهد من حديث ابن عباس يتقوى به وسيأتي تحت حديثه إن شاء الله تعالى.



ص -58- 4 - حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي
يرويه أبو تميلة عن الزبير بن جنادة عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"لما كان ليلة أسري بي قال: فأتى جبريل الصخرة التي ببيت المقدس قال: فوضع أصبعه فيها فخرقها فشد بها البراق".
أخرجه الترمذي 3132 وابن حبان 34 - موارد والحاكم 2/360 والبزار - والسياق له - وقال :
"لا نعلم رواه عن الزبير بن جنادة إلا أبو تميلة ولا نعلم هذا الحديث إلا عن بريدة".
قلت: وقال الترمذي: "حديث غريب" أي: ضعيف ولعل ذلك من أجل الزبير بن جنادة فإنه لم يوثقه أحد غير ابن حبان وتساهله في التوثيق معروف وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور . وكأنه لذلك قال الحافظ في "التقريب": "مقبول". وأما الذهبي فإنه قال في "الميزان": "ذكره ابن حبان في الثقات وأخطأ من قال: فيه جهالة



ص -59- ولولا أن ابن الجوزي ذكره لما ذكرته".
وكأنه لذلك وافق الحاكم على قوله عقب الحديث : "صحيح الإسناد وأبو تميلة والزبير مروزيان ثقتان"!.
ولم تطمئن النفس لصحة هذا الحديث لعدم شهرة الزبير هذا ولأنه خلاف ما تقدم في حديث ثابت عن أنس الصحيح بلفظ : "فربطه بالحلقة التي يربط بها الأنبياء".
وله بعض الشواهد كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
وتكلف الزرقاني في "شرح المواهب اللدنية" - تبعا لأصله 6/49 - في الجمع بين الحديثين فلا داعي لذكره.



ص -60- 5 - حديث جابر بن عبد الله الأنصاري
يرويه ابن شهاب: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "لما كذبتني قريش [حين أسري بي إلى بيت المقدس] قمت في الحجر فجلى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه".
أخرجه أحمد 3/377 والبخاري 3886 و 4710 ومسلم 276 والترمذي 3133 وصححه والبغوي 3762.
والزيادة لأحمد وعلقها البخاري في رواية وقال الحافظ 8/392:
"وصله الذهلي في الزهريات" وأخرجه قاسم بن ثابت في الدلائل من الطريق ذاته ولفظه : جاء ناس من قريش إلى أبي بكر فقالوا: هل لك في صاحبك! يزعم أنه أتى بيت المقدس ثم رجع إلى مكة في ليلة واحدة؟! قال أبو بكر: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم. قال: لقد صدق.



ص -61- وعزاه في مكان آخر 7/199 للبيهقي في "الدلائل" أيضا بلفظ: "قال: نعم إني أصدقه بأبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء. قال: فسمي بذلك الصديق".
وروى عبد الكريم الجزري عن عطاء عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليلة أسري بي مررت على جبريل في الملأ الأعلى كالحلس البالي من خشية الله عز وجل". أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" 621 - بتحقيقي وغيره بإسناد جيد وهو مخرج في "الصحيحة" 2289 وعزاه السيوطي 1/393 لابن مردويه والطبراني في "الأوسط" وصحح إسناده وزاد في "الدر" 4/152 فقال :
"وفي لفظ لابن مردويه: "مررت على جبريل في السماء الرابعة فإذا هو كأنه حلس بال من خشية الله".



ص -62- 6 - حديث حذيفة بن اليمان
يرويه عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل [الظهر ممدودة هكذا: ت] يضع حافره عند منتهى طرفه فلم نزايل ظهره أنا وجبريل حتى أتيت بيت المقدس.
ففتحت لنا أبواب السماء ورأيت الجنة والنار [ووعد الآخرة أجمع: حم]".
[ثم عادا عودهما على بدئهما: حم].
قال حذيفة: ولم يصل في بيت المقدس.
قال زر: فقلت له: بلى قد صلى.
قال حذيفة: ما اسمك يا أصلع؟ فإني أعرف وجهك ولا أعرف اسمك.
فقلت: أنا زر بن حبيش.
قال: وما يدريك أنه قد صلى؟!



ص -63- قال: فقلت: يقول الله عز وجل: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
قال: فهل تجده صلى؟ لو صلى لصليتم فيه كما تصلون وفي رواية: لو صلى فيه لكتبت عليكم الصلاة فيه كما كتبت الصلاة: [ت] في المسجد الحرام.
قال زر: وربط الدابة بالحلقة التي يربط بها الأنبياء عليهم السلام.
قال حذيفة: أو كان يخاف أن تذهب منه وقد أتاه الله بها؟ وفي رواية: ثم ضحك حتى رأيت نواجذه قال: ويحدثون أنه ربطه لم؟ أيفر منه؟ وإنما سخره له عالم الغيب والشهادة: [حم].
أخرجه أحمد 5/387 و 392 و 394 والترمذي 3147 وابن حبان 33 والحاكم 2/359 وصححوه ووافقهم الذهبي وإنما هو حسن فقط للخلاف المعروف في عاصم ابن بهدلة وهو في "الصحيحة" 874.
ورواه ابن أبي شيبة والنسائي وابن مردويه والبيهقي كما



ص -64- في "الخصائص" 1/393 وابن جرير أيضا 15/15 - 16.
والنسائي إنما رواه في "الكبرى" ولم تطبع بعد ومنه أجزاء في ظاهرية دمشق أحدها في "التفسير" وفيه أخرجه كما في ابن كثير.
واعلم أن في حديث حذيفة هذا عبرة بالغة وهي أن الصحابي قد يقول برأيه ما يخالف الواقع المروي عند غيره من أجل ذلك كان من المتفق عليه بين العلماء: أن المثبت مقدم على النافي ومن حفظ حجة على من لم يحفظ فنفي حذيفة رضي الله عنه لصلاته صلى الله عليه وسلم في بيت المقدس وربط البراق بالحلقة مما لا قيمة له مع إثبات غير ما واحد من الصحابة لذلك وهو عمدة زر رحمه الله في معارضة حذيفة فيما نفاه ولهذا قال ابن كثير :
"وهذا الذي قاله حذيفة رضي الله عنه وما أثبته غيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ربط الدابة بالحلقة ومن الصلاة ببيت المقدس - مما سبق وما سيأتي - مقدم على قوله"



ص -65- 7 - حديث شداد بن أوس
يرويه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الزبيدي :
حدثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سلام الأشعري عن محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي: حدثنا الوليد بن عبد الرحمن بن جبير بن نفير: حدثنا شداد بن أوس قال :
قلنا: يا رسول الله كيف أسري بك؟ قال :
"صليت لأصحابي صلاة العتمة بمكة معتما فأتاني جبريل عليه السلام بدابة أبيض - أو قال: بيضاء - فوق الحمار ودون البغل فقال: اركب فاستصعب علي فرازها1 بأذنها ثم حملني عليها فانطلقت تهوي بنا يقع حافرها حيث انتهى طرفها.
حتى بلغنا أرضا ذات نخل فأنزلني فقال: صل. فصليت ثم ركبت فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم. قال: صليت بـ "يثرب" صليت بـ "طيبة".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الأصل فرأزها وكذا في "الخصائص "وعلى هامشه: "قال في "النهاية ": اختبرها ". ولم أرها في مادة: رأز.
ثم وجدته في مادة: روز فالصواب: رازها



ص -66- فانطلقت تهوي بنا يقع حافرها عند منتهى طرفها.
ثم بلغنا أرضا قال: انزل. ثم قال: صل. فصليت ثم ركبنا فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم. قال: صليت بـ "مدين" عند شجرة موسى.
ثم انطلقت تهوي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها.
ثم بلغنا أرضا بدت لنا قصور فقال: انزل. فنزلت فقال: صل. فصليت.
ثم ركبنا فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم. قال: صليت بـ "بيت لحم" حيث ولد عيسى المسيح بن مريم.
ثم انطلق بنا حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني1 فأتى قبلة المسجد فربط فيه دابته.
ودخلنا المسجد من باب تميل فيه2 الشمس والقمر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 كذا الأصل وكذا في "الدر".
وفي "مجمع الزوائد ": الثامن.
وفي "الخصائص ": الثاني.
2 وكذا في "الدر".
وفي "المجمع ": "باب فيه مثل الشمس".
وفي "الخصائص ": "باب فيه تميل الشمس".



ص -67- فصليت من المسجد حيث شاء الله.
وأخذني من العطش ما أخذني فأتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر عسل أرسل إلي بهما جميعا فعدلت بينهما ثم هداني الله عز وجل فأخذت اللبن فشربت حتى عرقت به جبيني1 وبين يدي شيخ متكئ على مثواة2 له فقال: أخذ صاحبك الفطرة إنه ليهدى.
ثم انطلق بي حتى أتينا الوادي الذي في المدينة فإذا جهنم تتكشف عن مثل الزرابي3 قلت: يا رسول الله! كيف وجدتها؟ قال: وجدتها مثل الحمة السخنة.
ثم انصرف بي فمررنا بعير لقريش بمكان كذا وكذا قد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 في "المجمع": "فرغت به جبي".
وفي "الدر": "فرغت منه جنبي".
وفي "الخصائص": "قرعت به جبيني"ولعل الصواب ما في الأصل.
2 كذا الأصل ولعله بمعنى المنزل. وفي الخصائص و الدر: منبر. وسقط من المجمع.
3 الأصل: الروابي والتصحيح من "المجمع"وغيره.
ولعل وجه التشبيه بها إنما هو من حيث تلهبها.



ص -68- أضلوا بعيرا لهم قد جمعه فلان فسلمت عليهم. فقال بعضهم: هذا صوت محمد.
ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة فأتاني أبو بكر فقال: يا رسول الله! أين كنت الليلة؟ فقد التمستك في مظانك؟! فقال: علمت أني أتيت بيت المقدس الليلة؟ فقال: يا رسول الله! إنه مسيرة شهر فصفه لي.
قال: ففتح لي صراط كأني أنظر إليه لا يسألني عن شيء إلا أنبأته به. فقال أبو بكر: أشهد أنك لرسول الله. فقال المشركون: انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة!.
قال: فقال: إن من آية ما أقول لكم: أني مررت بعير لكم في مكان كذا وكذا وقد أضلوا بعيرا لهم فجمعه لهم فلان وأن مسيرهم ينزلون بكذا ثم كذا ويأتونكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود وغرارتان سوداوان".
فلما كان ذلك اليوم أشرف الناس ينظرون حين كان من قريبا من نصف النهار حتى أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم.



ص -69- ذكره الحافظ ابن كثير من رواية ابن أبي حاتم في "تفسيره" والبيهقي وقال: "هذا إسناد صحيح وروي ذلك مفرقا من أحاديث غيره ونحن نذكر من ذلك إن شاء الله ما حضرنا".
قال ابن كثير : "ثم ساق أحاديث كثيرة في الإسراء كالشاهد لهذا الحديث. .. ولا شك أن هذا الحديث مشتمل على أشياء منها ما هو صحيح كما ذكره البيهقي ومنها ما هو منكر كالصلاة في بيت لحم وسؤال الصديق عن نعت بيت المقدس وغير ذلك. والله أعلم".
قلت: وفي تصحيح البيهقي لإسناده نظر عندي - مع ما في متنه من النكارة - وذلك لأن مداره على إسحاق الزبيدي وهو مختلف فيه وبه أعله الهيثمي فقال 1/74:
"رواه البزار والطبراني في "الكبير" وفيه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء وثقه يحيى بن معين وضعفه النسائي".
وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق يهم كثيرا وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب".



ص -70- 8 - حديث صهيب
يرويه ابن لهيعة بإسناده عنه قال : لما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به - الماء ثم الخمر ثم اللبن أخذ اللبن فقال له جبريل: أصبت الفطرة وبه غذيت كل دابة ولو أخذت الخمر غويت وغوت أمتك وكنت من أهل هذه. وأشار [بيده] إلى الوادي الذي فيه وفي رواية: الذي يقال له: وادي جهنم. "فنظرت إليه فإذا هو نار تلتهب".
أخرجه ابن مردويه والسياق له والطبراني في "الكبير" والرواية الأخرى له وعزاه إليهما السيوطي في "الخصائص" 1/396 - 397 وسكت عنه كعادته.
وأعله الهيثمي 1/78 بابن لهيعة مشيرا إلى ضعفه وذلك لأنه معروف بسوء حفظه.



ص -71- 9 - حديث عبد الرحمن بن قرط
يرويه مسكين بن ميمون: حدثني عروة بن رويم عن عبد الرحمن بن قرط أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "أسري بي ليلة من المسجد الحرام".
وكان بين المقام وزمزم جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره فطارا حتى بلغ السماوات العلا فلما رجع قال : "سمعت صوتا من السماوات العلا مع تسبيح وتكبير: سبحان رب السماوات العلا ذي المهابة سبحانه وتعالى".
كذا أورده الذهبي في "الميزان" بإسناده إلى سعيد بن منصور: حدثنا مسكين هذا وقال : "لا أعرفه وخبره منكر".
ثم ساقه وقال : "رواه أبو نعيم في "عوالي سعيد" وصححه".
وعزاه الهيثمي 1/78 للطبراني في "الكبير" و "الأوسط" وأعله بمسكين وقول الذهبي فيه.



ص -72- ومن طريقه أخرجه البخاري في "التاريخ" وابن السكن كما في "الإصابة". وعزاه السيوطي في "الخصائص" 1/409 لسعيد بن منصور في "سننه" والطبراني وابن مردويه وأبي نعيم في "المعرفة" وسكت عنه كما هي عادته وأما محققه الدكتور الهراس فأعله بالإرسال فقال : "عبد الرحمن بن قرط تابعي فالحديث مرسل".
وهذا وهم نشأ من ظنه أن عبد الرحمن هذا هو الذي روى عن حذيفة فهو التابعي وإنما هو الثمالي الحمصي وكان من أهل الصفة وقد فرق بينهما في "التهذيب" وغيره وفي ترجمة الأخير أورد الحديث في "الإصابة".
وجملة القول: إن علة الحديث الجهالة وليس الإرسال.
وسكت عنه ابن كثير!



ص -73- 10 - حديث عبد الله بن عباس
قلت: وله عنه طرق :
الأولى: عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال : ليلة أسري بنبي الله صلى الله عليه و سلم ودخل الجنة فسمع من جانبها وجسا قال: "يا جبريل! ما هذا؟". قال: هذا بلال المؤذن. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم حين جاء إلى الناس : "قد أفلح بلال رأيت له كذا وكذا".
قال: فلقيه موسى صلى الله عليه وسلم فرحب به وقال: مرحبا بالنبي الأمي. قال: فقال : "وهو رجل آدم طويل سبط شعره مع أذنيه أو فوقهما".
فقال: "من هذا يا جبريل؟". قال: هذا موسى عليه السلام.
قال: فمضى فلقيه عيسى فرحب به وقال: "من هذا يا جبريل؟". قال: هذا عيسى.
قال: فمضى فلقيه شيخ جليل مهيب فرحب به وسلم



ص -74- عليه وكلهم يسلم عليه قال: "من هذا يا جبريل؟" قال: هذا أبوك إبراهيم.
قال: فنظر في النار فإذا قوم يأكلون الجيف. فقال: "من هؤلاء يا جبريل؟". قال: هؤلاء الذي يأكلون لحوم الناس.
ورأى رجلا أحمر أزرق جعدا شعثا إذا رأيته قال: "من هذا يا جبريل؟". قال: هذا عاقر الناقة.
قال: فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى قام يصلي فالتفت ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه.
فلما انصرف جيء بقدحين: أحدهما عن اليمين والآخر عن الشمال في أحدهما لبن وفي الآخر عسل فأخذ اللبن فشرب منه فقال الذي كان معه القدح: أصبت الفطرة.
أخرجه أحمد 1/257 وغيره بسند قال فيه ابن كثير: "صحيح" وتبعه السيوطي في "الخصائص" 1/397 وهو تساهل واضح فإن قابوس - وهو ابن أبي ظبيان - فيه لين كما قال في "التقريب".
الثانية: عن ثابت أبي زيد قال: ثنا هلال عن عكرمة عن



ص -75- ابن عباس قال :
أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ثم جاء من ليلته فحدثهم بمسيره وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم.
فقال ناس: نحن نصدق محمدا بما يقول؟! فارتدوا كفارا فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل.
وقال أبو جهل: يخوفنا محمد بشجرة الزقوم هاتوا تمرا وزبدا فتزقموا؟!
ورأى الدجال في صورته - رؤيا عين ليس رؤيا منام - وعيسى وموسى وإبراهيم صلوات الله عليهم.
فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال؟ فقال : "[فيلمانيا]1 أقمر هجانا2 إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب دري كأن شعر رأسه أغصان شجرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أي: ضخما عظيما.
2 أي: أبيض كما في "النهاية "و "اللسان".
وتعليق الدكتور الهراس هنا: "الهجان من كل شيء خياره وخالصه"! من وضع الشيء في غير موضعه.



ص -76- ورأيت عيسى شابا أبيض جعد الشعر حديد البصر مبطن الخلق1.
ورأيت موسى أسحم آدم كثير الشعر وفي رواية: حسن الشعرة شديد الخلق.
ونظرت إلى إبراهيم فلا أنظر إلى إرب من آرابه إلا نظرت إليه مني كأنه صاحبكم.
فقال جبريل عليه السلام: سلم على مالك. فسلمت عليه"
أخرجه أحمد 1/374 والزيادة في الرواية الأخرى له وعزاه السيوطي 1/398 لأبي يعلى أيضا وأبي نعيم وابن مردويه وقال ابن كثير : "ورواه النسائي من حديث أبي زيد ثابت بن يزيد عن هلال - وهو ابن خباب - به وهو إسناد صحيح".
كذا قال وإنما هو حسن فقط لأن ابن خباب فيه كلام وقال الهيثمي 1/67:
"رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن هلال بن خباب قال يحيى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 المبطن: الضامر البطن.



ص -77- القطان: إنه تغير قبل موته. وقال يحيى بن معين: لم يتغير ولم يختلط ثقة مأمون. ورواه أبو يعلى.
قلت: فالإسناد حسن.
الثالثة: عن سفيان: حدثنا عمرو عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء/60] قال : هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى بيت المقدس [وليست رؤيا منام].
قال:؟{وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ}: هي شجرة الزقوم.
أخرجه البخاري 3888 و 4716 و 6613 وعنه البغوي في شرح السنة 3755 و الترمذي 3134 و قال: "حديث حسن صحيح" وابن جرير 15/110 واستدركه الحاكم 2/362 - 363 فوهم هو والذهبي! ورواه الطبراني في الكبير 11641.
الرابعة: عن قتادة عن أبي العالية: حدثنا ابن عم نبيكم - يعني: ابن عباس رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :



ص -78- "رأيت - ليلة أسري بي - موسى [بن عمران عليه السلام] رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة.
ورأيت عيسى رجلا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس.
ورأيت مالكا خازن النار والدجال"
في آيات أراهن الله إياه {فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ} [السجدة/23] [إنه قد رأى موسى ولقي موسى ليلة أسري به].
أخرجه البخاري 3239 والسياق له ومسلم 267 والزيادة الأولى له وأحمد 1/245 و 259 وابن جرير 21/112 والزيادة الأخرى له وهي عند مسلم من تفسير قتادة غير مسندة إلى ابن عباس وكذلك هي عند البيهقي كما في "تفسير ابن كثير" وزاد :
{وَجَعَلْنَاهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائيلَ} قال: جعل الله موسى هدى لبني إسرائيل.
وهو رواية لابن جرير.
الخامسة: عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :



ص -79- "لما كانت الليلة التي أسري بي فيها أتت علي رائحة طيبة فقلت: يا جبريل! ما هذه الرائحة الطيبة؟ فقال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها.
قال: قلت: ما شأنها ؟
قال: بينا هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم إذ سقطت المدرى من يدها فقالت: بسم الله. فقالت لها ابنة فرعون: أبي؟ قالت: لا ولكن ربي ورب أبيك: الله. قالت: أخبره بذلك؟ قالت: نعم. فأخبرته فدعاها فقال: يا فلانة وإن لك ربا غيري؟ قالت: نعم ربي وربك الله.
فأمر ببقرة من نحاس فأحميت ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها فيها.
قالت له: إن لي إليك حاجة. قال: وما حاجتك؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد وتدفننا.
قال: ذلك لك [لما لك] علينا من الحق.
قال: فأمر بأولادها فألقوا بين يديها واحدا واحدا إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها يرضع وكأنها تقاعست من



ص -80- أجله قال: يا أمه! اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة. فاقتحمت".
قال: قال ابن عباس :
تكلم أربعة صغار: عيسى ابن مريم عليه السلام وصاحب جريج وشاهد يوسف وابن ماشطة فرعون.
أخرجه أحمد 1/310 وابن حبان 36 و 37 والطبراني 12279 وغيرهم وفيه ضعف لاختلاط عطاء بن السائب وما قيل من سماع حماد منه قبل اختلاطه فقد قيل أيضا: إنه سمع منه بعد الاختلاط كما هو مبين في "التهذيب" و "الأحاديث الضعيفة" 880 فقول السيوطي في الخصائص 1/399 ): سنده صحيح مردود ونحوه قول ابن كثير: "إسناده لا بأس به".
السادسة: عن عوف عن زرارة بن أبي أوفى عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة فظعت بأمري1 وعرفت أن الناس مكذبي".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أي اشتد علي وهبته. نهاية.



ص -81- فقعد معتزلا حزينا فمر به عدو الله أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ: هل كان من شيء؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم". قال: ما هو؟ قال : "إنه أسري بي".
قال: إلى أين ؟
قال: "إلى بيت المقدس".
قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: "نعم".
قال: فلم ير أنه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث إذا دعا قومه إليه قال: أرأيت إن دعوت قومك تحدثهم ما حدثتني؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم".
فقال: هيا معشر بني كعب بن لؤي!
حتى قال: فانتفضت إليه المجالس وجاؤوا حتى جلسوا إليهما.
قال: حدث قومك بما حدثتني.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"إني أسري بي الليلة".



ص -82- قالوا: إلى أين؟ قال: "إلى بيت المقدس".
قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟! قال: "نعم".
قال: فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجبا للكذب زعم!
قالوا: وهي تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فذهبت أنعت فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت - قال: - فجيء بالمسجد وأنا أنظر حتى وضع دون دار عقال - أو: عقيل - فنعته وأنا أنظر إليه. قال: وكان مع هذا نعت لم أحفظه".
قال: فقال القوم: أما النعت فوالله لقد أصاب. أخرجه أحمد 1/309 والطبراني 12782 وسنده صحيح وعزاه السيوطي في الخصائص 1/400 لابن أبي شيبة أيضا والنسائي والبزار وأبي نعيم بسند صحيح وحسنه الحافظ في الفتح 7/199.



ص -83- السابعة: عن عبثر بن القاسم عن حصين - وهو ابن عبد الرحمن - عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم جعل يمر بالنبي والنبيين ومعهم القوم والنبي والنبيين ومعهم الرهط والنبي والنبيين وليس معهم أحد حتى مر بسواد عظيم فقلت: "من هذا؟ قيل: موسى وقومه ولكن ارفع رأسك وانظر. قال: فإذا هو سواد عظيم قد سد الأفق من ذا الجانب ومن ذا الجانب فقيل: هؤلاء أمتك وسوى هؤلاء من أمتك سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب".
فدخل ولم يسألوه ولم يفسر لهم.
فقالوا: نحن هم.
وقال قائلون: هم أبناء الذين ولدوا على الفطرة والإسلام.
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال : "هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون". فقام عكاشة بن محصن فقال: أنا منهم يا رسول الله؟ قال: "نعم".



ص -84- ثم جاءه آخر فقال: أنا منهم؟ فقال :
"سبقك بها عكاشة".
أخرجه الترمذي 2446: حدثنا أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس: أخبرنا عبثر بن القاسم... وقال : "هذا حديث حسن صحيح".
قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حصين هذا وهو ثقة إلا أنه يبدو أنه وهم هو أو شيخه عبثر في ذكر الإسراء في هذا الحديث فقد رواه جمع من الثقات عن حصين بن عبد الرحمن به دون الإسراء.
أخرجه البخاري 3410 و 5705 و 5752 و 6472 و 6541 ومسلم 374 و 375 وأحمد 1/271.
وقد أشار الحافظ إلى شذوذ هذه الزيادة فقد ذكره بها من رواية الترمذي والنسائي ثم قال : "فإن كان ذلك محفوظا كانت فيه قوة لمن ذهب إلى تعدد الإسراء وأنه وقع بالمدينة أيضا غير الذي وقع بمكة فقد وقع عند أحمد والبزار بسند صحيح قال :



ص -85- أكرينا1 الحديث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم [ذات ليلة] ثم غدونا إليه فقال: "عرضت علي الأنبياء الليلة بأممها فجعل النبي يمر ومعه الثلاثة والنبي ومعه العصابة..". فذكر الحديث".
قلت: الحديث عند أحمد 1/401 و 420 من حديث عبد الله بن مسعود وليس من حديث ابن عباس كما يوهمه صنيع الحافظ رحمه الله بذكره إياه تحت حديث ابن عباس و في شرحه دون أن يصرح بأنه لابن مسعود وهو من رواية الحسن عن عمران عنه. والحسن - وهو البصري - مدلس لكن قد قرن به أحمد - في رواية - العلاء بن زياد وهو ثقة فصح به الإسناد والحمد لله.
وقد رواه الطيالسي في مسنده 352 وأحمد أيضا 1/403 و 454 من طريق حماد بن سلمة عن عاصم ابن بهدلة عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود مرفوعا
بلفظ : "عرضت علي وفي لفظ: أريت الأمم بالموسم..." الحديث نحوه مختصرا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الأصل: أكربنا وفي الموضع الأول من المسند: أكثرنا والتصويب من النهاية والموضع الآخر من المسند والمعنى: أطلناه وأخرناه.



ص -86- قلت: وإسناده حسن وهو صريح أن العرض لم يكن ليلة الإسراء وإنما في موسم الحج والجمع الذي ذهب إليه الحافظ جيد لو كانت تلك الزيادة محفوظة أما وهي شاذة فلا داعي حينئذ للجمع. والله أعلم.
ثم إن الحافظ السيوطي قد أبعد النجعة فعزا حديث الباب لابن مردويه فقط! فانظر "الخصائص" 1/401.
الثامنة: عن شريك عن أبي علوان عبد الله بن عصم عن ابن عباس قال : فرض الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم الصلاة خمسين صلاة فسأل الله عز وجل فجعلها خمس صلوات.
أخرجه أحمد 1/315 وابن ماجة 1400 وإسناده حسن في الشواهد.
التاسعة: عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي إلا قالوا: عليك بالحجامة يا محمد!".



ص -87- أخرجه أحمد 1/354 والترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم والذهبي!
ولا وجه له لضعف عباد إلا بالنظر لشواهده وقد تقدم أحدها من حديث أنس ويأتي آخر من حديث ابن مسعود وقد تكلمت عليها في الصحيحة 2263 و مشكاة المصابيح 4544.



ص -88- 11 - حديث عبد الله بن عمر
يرويه طلحة بن زيد بسنده عن ابن عمر : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به إلى السماء أوحى الله إليه بالأذان فنزل به فعلمه جبريل. أخرجه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع الزوائد" 1/329 وقال : "وفيه طلحة بن زيد ونسب إلى الوضع".



ص -89- 12 - حديث عبد الله بن مسعود
وله طرق :
الأولى: عن مالك بن مغول عن الزبير بن عدي عن طلحة عن مرة عن عبد الله قال :
لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهي به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة1 إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها.
قال: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم/16]. قال : فراش من ذهب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قلت: ظاهره يخالف حديث أنس المتقدم: "ثم عرج بنا إلى السماء السابعة... ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى" فإنه يدل على أن السدرة في السماء السابعة وهو الذي رجحه القرطبي وجمع الحافظ بين الحديثين بتأويل أن أصلها في السماء السادسة منها إلا أصل ساقها.
قلت: ويؤيد هذا الجمع رواية ابن جرير 27/55 عن قتادة مرسلا: "رفعت لي سدرة منتهاها في السماء السابعة".
وسنده صحيح.



ص -90- قال: فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا : أعطي الصلوات الخمس.
وأعطي خواتيم سورة البقرة. وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئا: المقحمات1.
أخرجه مسلم 279 وأحمد 1/387 و 422 وابن جرير 27/52 و 55 والبغوي في "شرح السنة" 3756.
وعن سفيان عن قيس بن وهب عن مرة عن ابن مسعود : {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} قال : جبريل في وبر رجليه كالدر مثل القطر على البقل.
أخرجه ابن جرير 27/51 من طريقين عن سفيان به. قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم.
الثانية: عن قتادة بن عبد الله التيمي: حدثنا أبو ظبيان الجنبي قال: كنا جلوسا عند أبي عبيدة بن عبد الله - يعني: ابن مسعود - ومحمد بن سعد بن أبي وقاص وهما جالسان فقال

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أي: الذنوب العظام الكبائر التي تهلك أصحابها وتوردهم النار.



ص -91- محمد بن سعد لأبي عبيدة: حدثنا عن أبيك ليلة أسري بمحمد صلى الله عليه وسلم. فقال أبو عبيدة: لا بل حدثنا أنت عن أبيك. فقال محمد: لو سألتني قبل أن أسألك لفعلت. قال: أبو عبيدة يحدث - يعني - عن أبيه كما سئل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أتاني جبريل عليه السلام بدابة فوق الحمار ودون البغل فحملني عليه ثم انطلق يهوي بنا كلما صعد عقبة استوت رجلاه كذلك مع يديه وإذا هبط استوت يداه مع رجليه حتى مررنا برجل طوال سبط كأنه من رجال أزد شنوءة فيرفع صوته يقول: أكرمته وفضلته.
قال: فدفعنا إليه فسلمنا عليه فرد السلام فقال: من هذا معك يا جبريل؟ قال: هذا أحمد. قال: مرحبا بالنبي الأمي العربي الذي بلغ رسالة ربه ونصح لأمته.
قال: ثم اندفعنا فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا موسى بن عمران.
قال: قلت: ومن يعاتب؟ قال: يعاتب ربه فيك.
قلت: ويرفع صوته على ربه؟! قال: إن الله قد عرف له حدته!



ص -92- قال: ثم اندفعنا حتى مررنا بشجرة كأن ثمرها السرح تحتها شيخ وعياله.
قال: فقال لي: اعمد إلى أبيك إبراهيم. فدفعنا إليه فسلمنا عليه فرد السلام. فقال إبراهيم: من هذا معك يا جبريل؟ قال: هذا ابنك أحمد. قال: فقال: مرحبا بالنبي الأمي الذي بلغ رسالة ربه ونصح لأمته يا بني! إنك لاق ربك الليلة وإن أمتك آخر الأمم وأضعفها فإن استطعت أن تكون حاجتك - أو جلها - في أمتك فافعل.
قال: ثم اندفعنا حتى انتهينا إلى المسجد الأقصى فنزلت فربطت الدابة في الحلقة التي في باب المسجد التي كانت الأنبياء تربط بها.
ثم دخلت المسجد فعرفت النبيين من بين قائم وراكع وساجد.
قال: ثم أتيت بكأسين من عسل ولبن فأخذت اللبن فشربت فضرب جبريل عليه السلام منكبي وقال: أصبت الفطرة ورب محمد!
قال: ثم أقيمت الصلاة فأممتهم.



ص -93- ثم انصرفنا فأقبلنا".
رواه الحسن بن عرفة في جزئه المشهور: حدثنا مروان بن معاوية عن قتادة بن عبد الله التيمي..كما في "تفسير ابن كثير" وقال : "إسناد غريب ولم يخرجوه فيه من الغرائب سؤال الأنبياء عنه عليه السلام ابتداء ثم سؤاله عنهم بعد انصرافه والمشهور في الصحاح - كما تقدم - أن جبريل كان يعلمه بهم أولا ليسلم عليهم سلام معرفة وفيه أنه اجتمع بالأنبياء عليهم السلام قبل دخوله المسجد الأقصى والصحيح أنه إنما اجتمع بهم في السماوات ثم نزل إلى بيت المقدس ثانيا وهم معه وصلى بهم فيه ثم إنه ركب البراق وكر راجعا إلى مكة. والله أعلم".
قلت: ولإسناده علتان :
الأولى: الانقطاع بين أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود وأبيه فإنه لم يسمع منه.
والأخرى: جهالة قتادة بن عبد الله التيمي فقد أورده ابن أبي حاتم 7/135/759 ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وهو



ص -94- قتادة بن عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري وأبوه ثقة من رجال الشيخين وقد ذكر الحافظ - في ترجمته ابنه هذا في الرواة عنه. والله أعلم.
الثالثة: عن موثر بن عفازة1 عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"لقيت - ليلة أسري بي - إبراهيم وموسى وعيسى. قال: فتذاكروا أمر الساعة فردوا أمرهم إلى إبراهيم فقال: لا علم لي بها. فردوا الأمر إلى عيسى فقال: أما وجبتها فلا يعلمها أحد إلا الله. ذلك وفيما عهد إلي ربي عز وجل: أن الدجال خارج. قال: ومعي قضيبان فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص. قال: فيهلكه الله حتى إن الحجر والشجر يقول: يا مسلم! إن تحتي كافرا فاقتله. قال: فيهلكهم الله ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 تحرف في "تفسير ابن كثير"إلى: "مرثد بن جنادة"!!



ص -95- قال: فعند ذلك يخرج {يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء/96] فيطؤون بلادهم لا يأتون على شيء إلا أهلكوه ولا يمرون على ماء إلا شربوه ثم يرجع الناس إلي فيشكونهم فأدعو الله عليهم فيهلكهم الله ويميتهم حتى تجوى1 من نتن ريحهم.
قال: فينزل الله عز وجل المطر فتجرف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر ثم تنسف الجبال وتمد الأرض مد الأديم.
قال: ففيما عهد إلي ربي عز وجل: أن ذلك إذا كان كذلك فإن الساعة كالحامل المتم التي لا يدري أهلها متى تفجأهم بولادها ليلا أونهارا؟!".
أخرجه أحمد 1/375 وابن ماجه 4081 والحاكم 4/488 - 489 و 545 وغيرهم وقال الحاكم: "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي!
وفيه نظر بينته في "الضعيفة" 4318
الرابعة: عن حماد بن سلمة: ثنا أبو حمزة عن إبراهيم عن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أي: تنتن. في "النهاية": "يقال: جوي يجوى إذا أنتن".



ص -96- علقمة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"أتيت بالبراق فركبت خلف جبريل عليه السلام فسار بنا إذا ارتفع ارتفعت رجلاه وإذا هبط ارتفعت يداه.
قال: فسار بنا في أرض غمة منتنة حتى أفضينا إلى أرض فيحاء طيبة فقلت: يا جبريل! إنا كنا نسير في أرض غمة منتنة ثم أفضينا إلى أرض فيحاء طيبة؟ قال: تلك أرض النار وهذه أرض الجنة
قال: فأتيت على رجل قائم يصلي فقال: من هذا معك يا جبريل؟ قال: هذا أخوك محمد. فرحب بي ودعا لي بالبركة وقال: سل لأمتك اليسر. فقلت: من هذا يا جبريل؟ فقال: هذا أخوك عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام.
قال: فسرنا فسمعت صوتا وتذمرا فأتينا على رجل فقال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك محمد. فرحب بي ودعا لي بالبركة وقال: سل لأمتك اليسر. فقلت: من هذا يا جبريل؟ فقال: هذا أخوك موسى. قلت: على من كان تذمره وصوته؟ قال: على ربه. قلت: على ربه؟! قال: نعم قد عرف ذلك من حدته.



ص -97- قال: ثم سرنا فرأينا مصابيح وضوءا. قال: قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه شجرة أبيك إبراهيم عليه الصلاة والسلام أتدنو منها؟ قلت: نعم. فدنونا فرحب بي ودعا لي بالبركة.
ثم مضينا حتى أتينا بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي يربط بها الأنبياء ثم دخلت المسجد فنشرت لي الأنبياء: من سمى الله عز وجل منهم ومن لم يسم فصليت بهم إلا هؤلاء النفر الثلاثة: إبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام".
أخرجه الحاكم 4/606 و قال : "هذا حديث تفرد به أبو حمزة ميمون الأعور وقد اختلفت أقوال أئمتنا فيه وقد أتى بزيادات لم يخرجها الشيخان". وتعقبه الذهبي بقوله : "قلت: ضعفه أحمد وغيره". قلت: لكن قال الهيثمي 1/74 : "رواه البزار وأبو يعلى والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح".



ص -98- وظاهره أنه عندهم من غير طريق أبي حمزة هذا فإنه ليس من رجال "الصحيح" وجزم في "التقريب" أنه ضعيف فليراجع. وعزاه السيوطي في الخصائص 1/406 - 407 للبزار وأبي يعلى والحارث بن أبي أسامة والطبراني وأبي نعيم وابن عساكر من طريق علقمة وسكت عنه كعادته وكذلك فعل في "الدر المنثور" 4/147.
ثم رجعت إلى "الطبراني الكبير" 9976 و "كشف الأستار عن زوائد البزار" 59 فوجدت الحديث عندهما من طريق حماد بن سلمة به.
فتبينت أن الهيثمي وهم في قوله المتقدم.
وروى الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} قال :
رأى رفرفا أخضر قد سد الأفق.
أخرجه البخاري 4858 والطيالسي 278 وابن جرير 27/57 والطبراني في "الكبير" 9051 - 9053.



ص -99- الخامسة: عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر". أخرجه الترمذي 3462 وقال : "حديث حسن غريب من هذا الوجه".
قلت: وعبد الرحمن بن إسحاق هذا هو أبو شيبة الواسطي وهو ضعيف اتفاقا فلعل تحسين الترمذي لحديثه إنما هو لأن له شواهد تقويه وقد ذكرت له شاهدين في "الصحيحة" 105 وأحدهما يأتي قريبا.
"تنبيه": عزا السيوطي الحديث في"الخصائص" 1/407 - 408 لابن مردويه أيضا بزيادة في آخر الحديث : "ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم". وزاد في تخريجه في "الدر المنثور" 4/153 : الطبراني مع



ص -100- الزيادة دون قوله: "العلي العظيم". وهو كذلك في "المعجم الكبير" 10363.
السادسة: عن سليمان الشيباني سمع زر بن حبيش عن عبد الله قال: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم/18] قال : رأى جبريل في صورته له ستمائة جناح.
أخرجه مسلم 282 والطبراني 9055.
وفي رواية لمسلم 281: ذكر قوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم/11] مكان الآية المتقدمة.
وفي ثالثة له والبخاري 4857 والترمذي 3277 وصححه من طريق الشيباني قال: سألت زر بن حبيش عن قول الله تعالى:{فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم/9]؟ قال: أخبرني ابن مسعود به... وهي رواية لابن جرير 27/46 وأحمد 1/398.
وفي رواية له 1/412 و 460 وابن جرير 27/49 عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر عن ابن مسعود أنه



ص -101- قال في هذه الآية:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم/13]: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"رأيت جبريل عند سدرة المنتهى عليه ستمائة جناح ينتثر من ريشه التهاويل: الدر والياقوت".
قلت: وإسناده حسن وعزاه السيوطي في "الخصائص" 1/408 للبيهقي وأبي نعيم فقط!
السابعة: عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت جبريل عليه السلام له ستمائة جناح". أخرجه الطبراني 10422 بسند جيد.
الثامنة: عن الحسين بن واقد: حدثني عاصم بن بهدلة قال: سمعت شقيق ابن سلمة يقول: سمعت ابن مسعود يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"رأيت جبريل عند سدرة المنتهى وله ستمائة جناح".
قال: سألت عاصما عن الأجنحة؟ فأبى أن يخبرني قال: فأخبرني بعض أصحابه: أن الجناح ما بين المشرق والمغرب.
أخرجه أحمد 1/407.



ص -102- قلت: وإسناده حسن أيضا.
وتابعه شريك عن عاصم به ولفظه : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق يسقط من جناحه - من التهاويل والدر والياقوت - ما الله به عليم. أخرجه أحمد أيضا 1/395.
وشريك سيء الحفظ وقوله: "كل جناح منها قد سد الأفق" منكر عندي والله أعلم.
التاسعة: عن إسحاق بن أبي الكهتلة عن ابن مسعود أنه قال : إن محمدا لم ير جبريل في صورته إلا مرتين أما مرة فإنه سأله أن يريه نفسه في صورته فأراه صورته فسد الأفق. وأما الأخرى فإنه صعد معه حين صعد به وقوله: {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى, ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى,فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى, فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}. قال: فلما أحس جبريل ربه عاد في صورته وسجد فقوله : ؟ {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى, عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى,عِنْدَهَا جَنَّةُ



ص -103- الْمَأْوَى, إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى, مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى,لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}. قال: خلق جبريل عليه السلام. أخرجه أحمد 1/407 والطبراني 10547 وإسناده حسن رجاله كلهم ثقات معروفون غير إسحاق هذا وقد روى عنه ثقتان وذكره ابن حبان في "الثقات".
العاشرة: عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله في قوله: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} قال :
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في حلة من رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض.
أخرجه أحمد 1/394 و 418 والترمذي 3283 وقال: "حديث حسن صحيح" والحاكم 2/468 - 469 وقال :
"صحيح على شرط الشيخين" ووافقه الذهبي. ورواه الطيالسي 323 عن قيس وابن جرير 27/51 عن سفيان كلاهما عن أبي إسحاق به.



ص -104- 13 - حديث علي
يرويه زياد بن المنذر عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي: لما أراد الله تبارك وتعالى أن يعلم رسوله الأذان أتاه جبريل بدابة يقال لها: البراق فذهب يركبها فاستصعبت فقال لها جبريل: اسكني فوالله ما ركبك عبد أكرم على الله من محمد صلى الله عليه وسلم.
قال: فركبها حتى انتهى إلى الحجاب الذي يلي الرحمن تبارك وتعالى.
قال: فبينما هو كذلك إذ خرج ملك من الحجاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا جبريل! من هذا؟". فقال: والذي بعثك بالحق إني لأقرب الخلق مكانا وإن هذا الملك ما رأيته قط منذ خلقت قبل ساعتي هذه. فقال الملك: الله أكبر الله أكبر. قال: فقيل له من وراء الحجاب: صدق عبدي أنا أكبر أنا أكبر
ثم قال الملك: أشهد أن لا إله إلا الله. قال: فقيل له من وراء الحجاب: صدق عبدي لا إله إلا أنا. قال: فقال الملك: أشهد أن محمدا رسول الله. قال: فقيل من وراء الحجاب: صدق عبدي أنا أرسلت محمدا.



ص -105- قال الملك: حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة. ثم قال: الله أكبر الله أكبر قال: فقيل له من وراء الحجاب: صدق عبدي أنا أكبر أنا أكبر.
ثم قال: لا إله إلا الله. قال: فقيل من وراء الحجاب: صدق عبدي: لا إله إلا أنا.
قال: ثم أخذ الملك بيد محمد صلى الله عليه وسلم فقدمه فأم أهل السماء فيهم آدم ونوح. قال أبو جعفر محمد بن علي: فيومئذ أكمل الله لمحمد صلى الله عليه وسلم الشرف على أهل السماوات والأرض. أخرجه البزار "كشف الأستار" 352 وقال : "لا نعلمه يروى عن علي بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد وزياد ابن المنذر شيعي روى عنه مروان بن معاوية وغيره".
قلت: قال في "المجمع" 1/329 : "وهو مجمع على ضعفه".
وفي "التقريب": "رافضي كذبه يحيى بن معين".
فالحديث ضعيف جدا وعلامات الوضع عليه ظاهرة



ص -106- 14 - حديث عمر بن الخطاب
عن أبي سنان عن عبيد بن آدم وأبي مريم وأبي شعيب :
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بـ "الجابية" فذكر فتح بيت المقدس قال: فقال أبو سلمة: فحدثني أبو سنان عن عبيد بن آدم قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لكعب: أين ترى أن أصلي؟
قال: إن أخذت عني صليت خلف الصخرة فكانت القدس كلها بين يديك.
فقال عمر رضي الله عنه: ضاهيت اليهودية! لا ولكن أصلي حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم إلى القبلة فصلى ثم جاء فبسط رداءه فكنس الكناسة في ردائه وكنس الناس.
أخرجه أحمد 1/38 : ثنا أسود بن عامر: ثنا حماد بن سلمة عن أبي سنان..
قلت: وهذا إسناد ضعيف أبو سنان هذا هو عيسى بن سنان القسملي وهو لين الحديث.
وعبيد بن آدم لم يذكروا له راويا غير أبي سنان ومع ذلك أورده ابن حبان في "الثقات"! بناء على قاعدته في توثيق المجهولين!



ص -107- 15 - حديث مالك بن صعصعة
"تقدم في حديث أنس"

16 - حديث أبي أيوب الأنصاري
يرويه أبو صخر أن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر أخبره عن سالم بن عبد الله: أخبرني أبو أيوب الأنصاري : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به - مر على إبراهيم فقال: من معك يا جبريل؟ قال: هذا محمد. فقال له إبراهيم : مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة. قال: "وما غراس الجنة؟". قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.
أخرجه أحمد 5/418 وابن جرير 15/255 والطبراني في "الكبير" 3898 إلا أنهما قالا : "عبدالله بن عبد الرحمن مولى سالم بن عبد الله حدثه عن سالم بن محمد بن كعب القرظي"! وهذا اختلاف شديد ولعله من أبي صخر - واسمه حميد



ص -108- ابن زياد فإنه كان يهم كما في "التقريب".
وشيخه عبد الله هذا أورده ابن حجر في "التعجيل" - حسبما ورد في "المسند" - ولم يزد على قوله: "ذكره ابن حبان في الثقات"
وأورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/98/454 - حسبما جاء في رواية ابن جرير - إلا أنه قال: "روى عن سالم ومحمد بن كعب" ولعله الصواب. وعلى كل حال فالرجل مجهول والسند ضعيف لكن المتن له شواهد تقدمت.



ص -109- 17 - حديث أبي ذر
"تقدم في حديث أنس"
وقال عبد الله بن شقيق: قلت لأبي ذر : لو رأيت رسول الله لسألته! قال: وما كنت تسأله؟ قال: كنت أسأله: هل رأى ربه عز وجل؟ قال: فإني قد سألته؟ فقال :
"قد رأيته نورا أنى أراه؟!".
أخرجه أحمد 5/147 و 175 ومسلم 292.1

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هذا آخر ما سطره فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى بيده وقد توفي قبل إكمال العمل - في هذا المصنف - بسرد ما صح من أحاديث الإسراء والمعراج في سياق واحد وعسى الله أن ييسر لنا القيام بهذا العمل كما أراده الشيخ رحمه الله في طبعات لاحقة.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله والحمد لله رب العالمين. الناشر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nouqbaselah.yoo7.com
 
الاسراء والمعراج 2 والاخير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاسراء والمعراج 1
» قصه سيدنا ادم الجزء الثانى والاخير
» قصه سيدنا يوسف الجزء الثانى والاخير
» قصه سيدنا سليمان الجزء الرابع والاخير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نوقباسلا(((شرف الدعوة الى الله ورسوله))) :: *** المنتديات الإسلامية *** :: منتدى السيره النبويه-
انتقل الى: