((وصيه أم))

هى ـ أسماء ـ صديقتى ..
من أعز الصديقات الى قلبى وأقربهن لى
حدثتنى على الهاتف منذ فتره كى تطمئن على حالى كعادتنا معا فسؤالنا على بعضنا البعض لم يكن غريبا.
ولكن الشيىء الذى أثار دهشتى وجعلنى خائفه جدا عليها نبره الحزن التى لم أحسها فيها من قبل .
فقد كانت أسماء تحب الضحك والمرح دائما ولم أسمعها تبكى أو تتحدث بحزن كهذا أبدا
فبعد ان اطمأنت على أحوالى.
سألتها فى لهفه ما بكى و ما هذا الحزن الذى يملأ صوتك من أين أتى هذا الشجن.
فسكتت ولم ترد .... فعدت اسألها فى لهفه: هل والدك بخير قالت :الحمد لله
فعدت اسألها هل أمك على مايرام :قالت الحمد لله .
فسألتها أخوكى محمد وزوجته وأولاده بخير!!!!!!!!!!!!!!!
عندها انفجرت أسماء بالبكاء .ولم استطع تهدئتها.
وعندما سألتها ماذا حدث احكى لى ياحبيبتى.
فقالت وهى تبكى وثائره جدا انا لم يعد لى اخ يدعى محمد ولن اكلمه ثانيا
فقلت لها :اهدئى بالله عليكى واحكى لى ماذا حدث
قالت تعلمين أن أمى مريضه وبالمستشفى.... قلت لها نعم أعلم
قالت وأنا طلبت من محمد أن لا يخبر أحد لأنى اهتم بها فحسب ولا يمكننى أن استقبل الضيوف فرعايتها عندى هى الاهم.
قلت لها نعم أعلم...ولكن ماالذى حدث ليجعلك حزينه وثائره هكذا
قالت كنت أتحدث مع أحد أقاربى على الموبايل وهو الوحيد الذى علم بمرض أمى وكان يريد
أن يأتى لزيارتها وعندما سمعنى محمد وأنا أتحدث معه نهرنى بشده و أمام زوجته ولم ينتظر حتى أغلق الخط ولم ينتظر حتى كى أعرفه ما هو سبب معرفه هذا الرجل بمرض أمى.ونهرنى بشده وكان ذلك على مرأى ومسمع من زوجته.فسكت ولم أرد عليه.
وعندما عدنا الى المنزل كنت أعد حجرة أمى وأجهزها لأنها كانت سوف تخرج للبيت باكر
رن جرس التليفون فقمت بالرد : فوجدتها زوجه أخى تتحدث وتسألنى ماذا ستفعلين اذا أتى قريبكم غدا وبينما أنا كذلك
فقلت لها لا عليكى فانه لن يأتى وأنا أعلم هذا جيدا وأننى رتبت حديثى معه على أن يؤجل المجىء الى أن تتحسن ظروف أمى الصحيه كى تكون جالسه فى صحبتنا.
وقلت لها ياريت تبلغى محمد بأنى رتبت أمورى على هذا وأنه لا داعى لما حدث واحراجى أمام الآخرين
فردت زوجته تنهرنى وكانت ثائره جدا:وماذا حدث يجعلك تعاتبينه هكذا انه أخيكى وله الحق عليك حتى لو ضربك أمام الناس
فقلت لها أنا لاأعامل هكذا .وعموما ماقصدت غير أن أخى لايغضب منى .
وبعد ان أغلقت الخط مع زوجة أخى بدقائق وجدته يتصل هو بى ففرحت واعتقدت انه سوف يرضينى
ولكن!!!!!!!!!!فوجئت به يقول لى بغضب بالغ: لم يعد لكى أخ اسمه محمد ولا حديث معك بعد اليوم واعتبرينى مت منذ هذه اللحظه .
وقبل أن أنطق أغلق الخط بوجهى.
وبعدها كدت أن يغشى علي من هول الصدمه ولم أقدر أن أبلغ أبى بما حدث حتى لايغضب منه.
وبعدها بلحظات وجدت
فقال : كيف تقولين لأخيكى: أنك لاتحتاجين مساعدة من أى شخص حتى هو وأنك دائما تحسنين التصرف دون الرجوع له.
فانهرت فى البكاء ولم اقل سوى حسبى الله ونعم الوكيل .
و قالت وهى تبكى الله هو الذى سوف يظهر الحقيقه أما أخى فسامحه الله فهو لم يكلف خاطره ليسألنى ماذا حدث واكتفى بكلام زوجته (حسبى الله ونعم الوكيل)..
وبعد يومين اتصلت أنا باسماء كى اسأل عنها:وعندما سألتها ماهى آخر الأخبار هل تسامحتى مع أخيكى
فضحكت :فقلت لها خيرا ماذا حدث:قالت لى لاحظت أمى أن أخى لايتحدث معى ولا يتوجه لى بأى حديث وأنا والله لم أشكو لها كى لا أزيد همها فعندما كان هو جالسا معها فنظرت له قائله (لى عندك وصيه يامحمد فلا
تخلفها مهما حدث) فقال: لها تفضلى ياأمى
فقالت له وعيناها تذرفان الدموع : أختك ...اختك هى أمك من بعدى هى رحمك الذى ان وصلته وصلك الله وان قطعته قطعك الله ثم نظرت لى وقد فاضت عيناى بالدموع من كلامها
وقالت لى ياحبيبتى اياكى والشيطان أن يفرق بينكما فهو سندك وابنك وأبيكى .
ثم اخذت يدى ووضعتها فى يديه وقالت لنا (اياكما وأن تفترقا أبدا).
بعدها قام محمد ووضع قبلة على جبينى وقال :سامحينى ياحبيبتى
فبكينا معا وقلت له أنا لم أغضب منك أبدا ياأغلى الناس.
ففرحت جدا لفرح صديقتى
ولكنى حذرها من ان تشرك زوجه اخيها فيما يحدث بينها وبين اخيها ثانيا.
ثم سلمت على والدتها وغلقت الخط.
وبعدها بأسبوع جاءنى خبرا حزينا جدا فقد توفيت أم أسماء.
وحتى الآن وأسماء وأخيها معا لايفترقان
عملا بوصيه أمهم الحنونة رحمها الله.
وعندها سألت نفسى سؤال: من هى أهم الأخت أم الزوجة!!!!!!!!!!!
الى كل زوجة فاضلة لا تكونى سبب فى قطيعة رحم
فقد قال (ص): الرحم معلقه بعرش الرحمن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله.
كما قال صلى الله عليه وسلم) (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي و قطيعة الرحم(
أترين أختى الكريمة عقوبة قاطع الرحم كعقوبة الظالم ونحن نعلم أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الخالق حجاب.
الى كل أخ فاضل وزوج محترم:
أختك لها حق عليك وزوجتك أيضا لها حق عليك فلا تجور على حق أختك لترضى زوجتك ولاتجور على حق زوجتك لترضى أختك.