(ما أجمل الرجوع الى الله)
الى كل شاب اصرف على نفسه فى المعاصى
الى كل من ضل طريقه الى الله. فان الله قريب يجيب دعوه الداعى اذا دعاه.
الى كل من غوته المعاصى عن الرجوع الى ربه.
بالله عليكم تقرؤا هذه القصه.
شاب كان مسرفا على نفسه بالمعاصي والآثام... ومن كثرة معاصيه أنه كان لا
يتوانى عن فعل أي معصية... يتعاطى المخدرات ويفعل الفواحش... بل وصل
الأمر إلى أنه كان يضرب أمه وأبيه .
فلما استحالت العشرة بينه وبين أسرته جعلوا له غرفة في السطح يعيش فيها
وحده بعيدا عنهم .
وفي يوم من الأيام يتعاهد أربعة من الإخوة الصالحين أن يأتوا إلى هذا الشاب
العاصي لينصحوه... فصعدوا إلى غرفته فوجدوه سكرانا فاقد العقل فجلسوا
معه وحاولوا أن يكلموه لكنه لا يشعر بهم... جلسوا معه حتى أفاق قليلا ثم
بدأوا يذكروه برحمة الله وبالجنة وبالنار فإذا به يبكي ويقول : والله ما سمعت
من قبل هذا الكلام فأريد أن آتي معكم .
فذهبوا به معهم وكانوا مسافرين فسافروا خارج المدينة التي هو فيها ونزلوا في
أحد المساجد وكان هذا الشاب معهم معلنا توبته إلى الله لكنه كان ما يزال يعاني
من أثر المخدرات حتى أنه صاح بهم في الليل : قوموا فاربطوني بالحبل
فإني أخشى أن أخرج لأبحث عن المخدرات .
قالوا له : هيا نذهب بك إلى المستشفى قال : لا بل اربطوني .
فربطوه ربطا شديدا ومع ذلك استطاع أن يتخلص من ذلك القيد ، وجلس يبكي
بجوارهم من شدة الألم .
واستمر على تلك الحالة خمسة عشر يوما وهو يعاني من ألم التخلص من
المخدرات... لكنه صادق في توبته... نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا .
وبعد خمسة عشر يوما أراحه الله من آثارها .
وذهبوا به إلى المستشفى فلما أجرى الطبيب بعض التحاليل وإذا به يقول :
لا يمكن أن يكون هذا الرجل قد تعاطى مخدرات من قبل .
ومكث هذا الشاب ثلاثة أشهر بعيدا عن أهله... أما أهله فلم يسألوا عنه
لأنهم يئسوا منه فظنوا أنه قبض عليه أو أنه مات في حادثة ليستريحوا
من أذاه .
وبعد ثلاثة أشهر ذهب إلى منزل أسرته وقرع الباب ففتحت أمه لترى
ابنها الذي اختفى منذ ثلاثة أشهر... تراه وقد تغير وجهه وزادت هيئته
بهاء وجمالا ووقارا فأقبل على أمه ليعانقها ويقبل رأسها ويبكي ويطلب
منها أن تسامحه فقالت أمه سامحتك يا بني .
فقال لها : يا أماه أشتهي أن آكل طعاما من صنع يديك... فقامت الأم تصنع
له طعاما... فقام وكبر للصلاة وقرأ وركع ورفع وسجد وأطال السجود
وجاءت أمه بالطعام لترى ولدها ساجدا فأخذت تبكي بكاءا شديدا فرحا بهداية
ولدها لكن ابنها أطال السجود ثم أطال السجود ... فنادت عليه أمه فلم يجبها...
أخذت تحركه فإذا به قد مات ساجدا . (وكان فضل ربك عليك عظيما)
دخل جيرانه ودخل أهله ليروا هذا الشاب الذي كان في غاية الإجرام والفساد
... وإذا به يموت ساجدا...
فتشوا فى جيبه وأخرجوا أوراقه وإذا فيها وصية مكتوبة .
أتدرون ما هي وصيته...؟ كانت وصيته أنه إذا مات فعلى أمه أن تخيط له
الأكفان وأن يحمل جنازته شباب الحي الذين كان يعرفهم قبل الالتزام ليتوبوا
إلى الله وأن يكون الذي يدفنه أبوه .
فأدعوا الله أن يحسن خاتمتنا جميعا.
اللهم ارزقنا قبل الموت توبه وعند الموت شهاده وتوفنا وأنت راضى عنا ياالله
اللهم ارزقنا نعمه رضا والدينا ولا تحرمنا منها ياالله انك على كل شيء قدير.